مالك بن فهم
| ||||
---|---|---|---|---|
ملك زهران | ||||
فترة الحكم | 169 -231 | |||
ولي عهده | عمرو بن فهم | |||
معلومات شخصية | ||||
مكان الميلاد | جبل عرنين ، بلاد دوس | |||
أبناء | كثيرون منهم:
| |||
الأب | فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله الزهراني | |||
عائلة | زهران | |||
تعديل |
مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر (وهو شنوءة) بن أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بنكهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. أول ملك لتنوخ حكم في الفترة (196[1]-231م بعد نزوحهم من أرض دوس وهو الذي قاد بقية الأزد إلى عُمان عقب هجرتهم من اليمن إثر انهيار سد مأرب وتفرقهم في الجزيرة العربية وطرد الفرس من عمان بعد معركة سلوت الشهيرة وكانت معركة حاسمة انتصر فيها العرب على الفرس، وحكم مالك عمان لسبعين سنة [2]).
شاهد القصة :
هجرة مالك بن فهم
حين هاجر إلى عُمان مالك بن فهم الدوسي إثر حادثة جرة لجاره مع أولاد أخيه عمرو بن فهمبن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران، عندما كانا يعيشان معاً في ديار السراة بالحجاز في قرية الجبور بجوار جبل العرنين ، وبسبب هذه الحادثة تحول مالك بن فهم عن أخيه ولحق بعمان، ويحكي الأزدي تلك الحادثة فيقول: كان مالك بن فهم رجلاً جليلا في قومه شريفاً، وكان منزله بالقرب من العرنين( جبل إلى الآن يسما بذلك الأسم)، وكان سبب خروجه من السراة إلى عمان أنه كان له جار وكان له كلبُهُ فرماها بنو أخي مالك بن فهم فقتلوها - وكانوا أعز من ولده - وكان له من الأولاد تسعة، فغضب وقال : لا أقيم ببلد يُنال فيه من جاري فلا أقدر أن أمنع عنه ، ثم خرج هو وولده حتى نزلوا عمان ، وفي ذلك يقول [3].
ألا مـن مبلغ أبناء فـهـم | مغـلغـلة عـن الرجل العماني | |
ومـبلغ منهبا وبنـي بشير | وسـعد اللات والحي الـمدان | |
تـحية نـازح أمـسى هواه | بـجنح البحر من أرض عمان | |
فحـلـو بالسراة وحل أهلـي | بأرض عمان في صرف الزمان | |
جنبنا الخيل من برهوت شعثاً | لى تـلهاب مـن شرقي عمان | |
وبالعـرنين كـنا أهـل عـز | مـلكنا بـربراً وقـرى معان |
وهاجر معه آخرون من بطون الأزد من نسل غالب بن عثمان بن نصر بن زهران ، فما لبثوا أن انتشروا في نواحي عُمان.
لما خرج مالك بن فهم من السراة يريد عمان ، قد توسط الطريق ، حنت إبله إلى مراعيها، وقبلت تلتفت إلى نحو السراة وتردد الحنين فقال مالك في ذلك:[4].
حن إلى أوطانها إبل مالك | ومن دونها عرض الفلا والدكادك | |
وفي كل أرض للفتى متقلب | ولست بدار الذل طوعا برامك | |
ستغنيك عن ارض الحجاز مشارب | رحاب النواحي واضحات المسالك |
وقال أيضاً:
حن إلى أوطانها بزل مالك | ومن دون ما تهوى الفرات المقارف | |
وفي كل أرض للفتى متقلب | وفتيان أنجاد كرام غطارف | |
فحنى رويدا واسترجى وبلغى | فهيهات منك اليوم تلك المآلف |
وقام ومن معه من الأزد بإجلاء الفرس عن عمان وأصبح ملكاً لعُمان واتخذ من مدينة قلهات عاصمه لملكه وقد حكم عمان أكثر من 70 سنة وسار فيهم سيرة حسنه.
وتذكر معظم الروايات نزوله بمنطقة البحرين وتحالفه بها مع "تنوخ"، وقيل أن تنوخا من الإناخة ويقصد بها التحالف، و"تنوخ" هو حلف قبلي يرجع تأسيسه وهجرته لإقليم البحرين إلى القرن الأول الميلادي على أقل تقدر وهو مذكور في النقوش العربية الجنوبية وذكره بطليموس في جغرافيته، وكان شيوخ الحلف عند وصول مالك بن فهم إلى البحرين هما مالك بن زهير ومالك بن فهر، وبعد إقامته تزوج ابنه جذيمة من "لميس" ابنة مالك بن زهير، ثم تنازل الاثنان عن القيادة لصالح مالك بن فهم[5]، وتقول تلك الروايات أنهم تطلعوا بعد ذلك للهجرة إلى العراق، إلا أن مؤرخي عمان مثلالازكوي في (كشف الغمة) وابن رزيق في (الشعاع الشائع باللمعان) والسالمي في (تحفة الأعيان بسيرة اهل عمان) فينقلون عن ابن السائب الكلبي ان مالكا بن فهم لم يذهب إلى العراق بل عاد ومعه قومه بعد أن اختلف مع بقية الأقوام التنوخية المتحالفة لسبب تافه، فعاد من البحرين ماراً بمدن شمال ساحل عمان حتى وصل إلى عمان فوجد أنها بيد الفرس وأن حاكمها كان مرزباناً فارسياً فقاتله مالك بن فهم الأزدي قتالا شديداً في معركة سلوتانتهى باندحار المرزبان الفارسي وهرب جيوشه إلى فارس، ثم أودع مالك حكم عمان لإبنه سليمه، ويبدو أنه قد بقى فترة في عمان تزوج فيها من امرأة عمانية فولدت له "هناءة" و"الحارث"[5]، وهناك روايات تقفز أصلا على اتجاهه إلى بمنطقة البحرين بل تقفز إلى مسيره لعمان[6]. ومن ترتيب الأحداث يتضح أن هجرة تنوخ كان هدفها إقليم البحرين ويبدوا أن مالك بن فهم هو المقصود بنقش يرجع لزمن شمر يهرعش ورد فيه "أرض مالك ملك الأزد/أسد (...) وأرض تنوخ"[5][7] بفترة ترأس مالكا تنوخ بعد تنازل شيخيها، ثم هاجروا إلى العراق فسكنوا في الأنبار وذلك في زمنالأشكانيين، وبعد قيام أردشير بالسيطرة على دولة الأشكانيين وسع سلطانه باتجاه ساحل عمان[8] وهناك حاربه مالك وسيطر على عمان. ذكر أن لمالك أحد عشر ولدا[9]، أشهرهم (جذيمة) ملك العراق و(سليمه) ملك بلاد فارس و(هناءة) ملك عُمان الذي ينسب إليه (بنو هناء) من أهل عمان والإمارات، ورابع الأولاد هو الحارث الذي ينسب إليه (لقيط) الجد الأكبر للشحوح في الإمارات وعمان[5].
مقتله
اتخذ من أولاده حرساً له حيث كان يحرسه في كل ليلة واحداً منهم وكان يحب أصغر أولاده سليمة بن مالك ويخصه بالعناية ويعلمه الرماية فغار منه إخوته وكادوا له عند أبيه وقالوا أن سليمة ينام أثناء حراسته لك فقام مالك بالتخفي للتأكد مما قاله أبنائه عن سليمة فأحس سليمة بصوت فرمى باتجاهه فأصابه بسهمه فلما تكلم عرفه سليمة فقال أنا سليمة فقال مالك ولأمك الويل أحسبك والله قد قتلتني فادن فاحملني فحمله، فقال مالك قبيل موته جراء تلك الرمية:
فَيا عجباً لمن ربَّيت طفلاً | ألقمه بأطراف البَنانِ | |
أُعلّمهُ الرِّماية كل يوم | فلمَّا استدَّ ساعِدهُ رَماني | |
وكم علَّمْتهُ نظم القوافي | فلمَّا قال قافيهُ هجاني | |
أُعلّمه الفُتوَّة كل وقتٍ | فلمَّا طرَّ شاربُهُ جفاني | |
رمَى عَيني بِسَهم أشقذيّ | حديدٍ شفرتَاهُ لهذمَانِ | |
توخَّاني بقدح شكَّ قلبي | دقيق قد برَته الراحَتان | |
فلا ظفرت يداهُ حين يرمِي | وشُلت منه حامِلة البَنانِ | |
فيكوا يابنيَّ عليَّ حولا | ورثوني وجازوا من رماني | |
جـزاه الله من ولد جزاء | سليمة انه شراً ماجزاني |
والحكمة من ذلك أن مالكا أراد أن يعطي سليمة فرصة للهروب من عقاب إخوانه عندما طلب رثائه حولا كاملا ثم محاسبة سليمه.
وقال سليمة في ذلك ندما على رمايته لأبيه:
إني رميت بغـير ثائرة | بيت المكارم من بني غنم | |
ما كنت فيما قلت تعلم | من قد أحاطت من ذوي الفهم | |
ولقد رميت الركب إذا عرضوا | بين التليل فـروضة النجم | |
فرميت حاميهم بلا علم | أن ابن فهم مالكا أرمي | |
فوددت لو نفع المنى أحدا | إني هناك أصابني سـهمي |
ليست هناك تعليقات